غارات إسرائيلية “مستهدفة” في رفح ومفاوضات “الفرصة الأخيرة” في القاهرة

قبل _WEEK 1 | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

شنّ الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء غارات جوية على مدينة رفح الفلسطينية المكتظة التي يهدد بتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة النطاق فيها في وقت تجري في القاهرة مفاوضات “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس.

وفي القاهرة استؤنفت المفاوضات بحضور وفد إسرائيلي وممثلين لحركة حماس بالإضافة إلى وسطاء قطريين وأميركيين ومصريين، بحسب قناة “القاهرة الإخبارية” المقرّبة من الاستخبارات المصرية.

ويأتي ذلك فيما أكد مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس الأربعاء أنّ مباحثات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس تناولت إمكان وقف الهجوم العسكري على رفح مقابل إطلاق سراح الرهائن لدى حماس. 

ورغم التحذيرات والضغوط الدولية، ما زال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مصمّما على شنّ هجوم بري على رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر، والتي تعدّ آخر معقل لحركة حماس التي توعّدت إسرائيل بالقضاء عليها.

ونشر الجيش الإسرائيلي دباباته حيث سيطر على المعبر الحدودي مع مصر، ممّا أدّى إلى قطع الممر الرئيسي لقوافل المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقبل ذلك، دعا الجيش الإسرائيلي سكان المناطق الشرقية من المدينة إلى إخلائها والتوجّه نحو “مناطق إنسانية” قال إنه أقامها في المواصي شمال شرق المدينة.

وفي هذه الأثناء، قال الجيش في بيان “بناء على معلومات استخباراتية عن إرهابيين ينشطون في المنطقة، تشنّ القوات الإسرائيلية غارات مستهدفة على الجانب الغزاوي من معبر رفح في الجزء الشرقي من رفح”.

وأضاف أنّه “تم القضاء على عدد من الإرهابيين خلال اشتباكات” منذ اليوم السابق، فيما اكتشف الجنود “فتحات أنفاق” ودمّروها. 

– “خوفاً شديداً” –

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّ سلاح الجو ضرب “أكثر من 100 هدف” تابع للفصائل المسلّحة في مختلف أنحاء القطاع.

وخلال الليل، انتُشل جرحى وجثث في رفح من تحت أنقاض المنازل التي دمّرتها عمليات القصف.

وقال مهند أحمد قشطة (29 عاما) وهو من سكان رفح “نعيش في مدينة رفح أجواء مريبة جدا وخوفا شديدا وقلقا (…) حيث يقوم جيش الاحتلال بإطلاق قذائف المدفعية بشكل عشوائي في مناطق البلد وحي الجنينة وكافة المناطق الشرقية للمدينة”.

وأضاف “حتى المناطق التي يعتبرها الجيش الإسرائيلي آمنة تتعرّض للقصف”.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/اكتوبر بعدما نفّذت حماس هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخُطف أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفّي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وتعهّدت إسرائيل ردا على الهجوم “القضاء” على حماس. وتنفذ منذ ذلك الوقت، حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسبّبت بسقوط 34844 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

– “غير مقبول” –

وتسببت الحرب في أزمة إنسانية كارثية في قطاع غزة الذي كان يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وأدى إلى حدوث حالات مجاعة في شماله وفقا للأمم المتحدة، ودمار هائل.

وبعد ضغوط من الولايات المتحدة، أعلنت إسرائيل الأربعاء إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد أربعة أيام على إغلاقه عقب هجوم صاروخي أدى إلى مقتل وجرح أربعة جنود.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء أنّ مخزونها من الوقود المخصّص للعمليات الإنسانية في قطاع غزة يكفي ليوم واحد فقط بسبب إغلاق معبر رفح.

كما أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأربعاء على منصة إكس، أنّ “الوقود في مستشفيات جنوب غزة يكفي لثلاثة أيام فقط، ما يعني أن عملها قد يتوقف قريبا”.

وكانت واشنطن اعتبرت الثلاثاء أن إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبو سالم الأساسيين لدخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة هو أمر “غير مقبول”.

كذلك، أعلن مسؤول أميركي أنّ الولايات المتّحدة علّقت الأسبوع الماضي إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بعدما فشلت الدولة العبرية في معالجة “مخاوف” واشنطن إزاء خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح.

– “جولة حاسمة” –

واستؤنفت المفاوضات غير المباشرة في القاهرة الأربعاء، حسبما أفادت وسائل إعلام مقرّبة من السلطات المصرية، وذلك بهدف التوصل إلى هدنة وتجنّب “حمام دم” في رفح في حال وقوع هجوم.

ويتواجد في العاصمة المصرية ممثلون عن إسرائيل وحماس، وكذلك عن الدول الوسيطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

وفي السياق ذاته، أجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو محادثات في القدس في إطار جهود واشنطن للتوصل إلى هدنة.  

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس، إنّ الجانبين “بحثا احتمال وقف إسرائيل عملياتها في رفح مقابل إطلاق سراح الرهائن”. 

من جهته، قال المحلّل الفلسطيني مخيمر أبو سعدة من جامعة الأزهر في غزة، إنّ توقيت سيطرة إسرائيل على معبر رفح “قد يظهر أنها تحاول تخريب المحادثات”، مضيفاً أنّ “هذا الاستيلاء يعدّ أيضاً رمزاً يظهر للعالم أنّ حماس لم تعد تملك السيطرة”.

وجاء التوغل الإسرائيلي في شرق رفح الإثنين، بعد ساعات من إعلان حماس موافقتها على مقترح الهدنة الذي اعتبرته إسرائيل “بعيدا” عما اتفق عليه مفاوضوها سابقا. 

وقال مسؤول في حماس إن محادثات القاهرة قد تكون “الفرصة الأخيرة” لاستعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وأوضح القيادي في حماس خليل الحية لقناة “الجزيرة” القطرية أنّ المقترح يتضمّن ثلاث مراحل، مدة كلّ منها من 42 يوما، “بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار”، مضيفا أنّ الصيغة تشمل “انسحابا كاملا من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى”.

لكن إسرائيل قالت إن المقترح الذي وافقت عليه حماس “بعيد عن المطالب الإسرائيلية”.

والأربعاء، قال مصدر في حماس لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته إن “المقاومة مصرّة على مطالب شعبها المحقة ولن تتنازل عن اي حق من حقوق شعبنا. بعد قليل ستبدأ المفاوضات في القاهرة (…) وستكون هذه الجولة حاسمة”.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه أعطى الوفد الإسرائيلي تعليمات أن يكون “حازما بشأن الشروط اللازمة للإفراج” عن الرهائن، و”المتطلبات الأساسية لضمان أمن إسرائيل”.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!